المقدمة:
الحمدُ لله ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله ِ ، وعلى آله وصحبهِ وبعدُ :
أن هذا الموضوع استلهمته من الحديث النبوي تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم ! ومن مايدور في بعض المنتديات التي أزورها وارى مافيها من أطروحات تستشف منها أن هناك الكثير ممن يطرحون مواضيع وبرغم أنها لا تخلوا من التلميح المبطن بإنكار ما علية سياسة الوطن وحكام البلد وأسلوب الحياة العام للمجتمع وهم ينقسمون إلى يمين ويسار وسياسة حكامنا أكرمهم الله وحفظهم لنا. الوسطية المعتدلة . ومنها خرجت بهذه الرؤية وأتمنى من الله أني هديت فيها إلى الصواب .فأن أصبت فمن الله وأن أخطاءت فمن نفسي والشيطان .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقسم قسما، إذ جاءه ابن ذي الخويصرة التميمي، فقال: اعدل يا رسول الله، فقال: ويلك، ومن يعدل إن لم أعدل. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله، ائذن لي فأضرب عنقه فقال- صلى الله عليه وسلم-: [ دعه، فإن له أصحابا، يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية]
قال ابن حجر رحمه الله: ( وهذه صفة الخوارج الذين كانوا لا يطيعون الخلفاء)
هذه صفة تنطبق على أهل الإرهاب في هذا الزمان فتجدهم في صلاة وحفظ قران ويرددون قال الله تعالى وقال محمد صلى الله عليه وسلم وهم يمرقون من الدين بخروجهم على ولاة الأمر فتجد مجالسهم تدور محاور الحديث فيها عن ولاة الأمر وقد يتطاول البعض إلى تكفيرهم وإخراجهم من المله.
أن ولاة الأمر ينظرون للأمور نظرة عامة وشموليه ولهم بعد نظر سياسي في بعض الأمور والمعضلات . وأصحاب هذا الفكر يريدون الأمر يتحرك بفكر واحد أو بنظره أحاديه فأن هذا الرجل الذي تطاول على النبي صلوات الله وسلامه عليه وقال له (اعدل) نظر للأمر بنظره أحاديه كان همه فيها مصلحته الخاصة حتى يرفع من نصيبه في ما كان يقسمه النبي صلوات الله وسلامه عليه ... وهذا ما ينتهجه خوارج هذا الزمان من الإرهابيين وكذلك آخرين غيرهم ينظرون لأمر الأمة والشعب والمجتمع بنظره خاصة تحقق مصالحهم وشهواتهم الخاصة فالخوارج لهم نظرتهم التي تحقق مصالحهم الخاصة والليبراليين ينظرون كذلك للأمر من منظار مصلحتهم الخاصة وكثير من الأفكار التي تريد إن تطوع المجتمع لشهواتها الخاصة من يتبقى في الساحة غيرهم غير السلفيين الذين على نهج و فكر الأئمة السابقين من آل سعود حتى اظهر الله لنا الموحد غفر الله له الملك عبد العزيز فوحدها دوله مسلمه عربية سعودية تطبق نهج السلف الصالح لا تخالف قال الله وقال رسوله تتحرى الشرع وتخاف الله في كل أعمالها .
دولة حملت على عاتقها نشر الدعوة وعمارة الأرض بالمساجد ورعاية الحرمين الشريفين تطبق الشريعة الإسلامية في كل أعمالها ولاة أمر يخافون الله فينا ويتقونه .
فنجد الحاقدين من الإرهابيين والليبراليين والعلمانين وأصحاب الاهواء والمصالح يتقصدون مخالفة نهج ولاة أمرنا الذين يحكمونها بشرع الله ويتقون الله في كل أعمالهم . اليوم وبعد هذه السنوات الطوال التي حكمونا فيها أصبحت سياستهم لاتعجب البعض من مفكرين ومثقفين المجتمع أن هذا والله لقمة التخلف فأين هم وأين أجدادهم السابقين أيام أن كانت الجزيرة غارقة في العصبية القبلية والتخلف وقلة العلم أين كانوا حينما كانت الجزيرة تحكمها قاعدة القوي يأكل الضعيف ومصدر العيش الغزو على القبائل وقطع الطريق .. أين كانوا حينما كانت تنتشر في الجزيرة المخالفات الشرعية والأعمال الشركية .أين كانوا حينما سرى الملك عبد العزيز في أربعين رجل حاملاً هم أمة . وقاتل وجاهد في سبيل قضيته العادلة وتم توحيد الشتات بفضل الله ثم بفضل الملك عبد العزيز ومن ناصروه وتجلى هذا النصر عن دولة تحمل الإله إلا الله محمد رسول الله .
فأعطى هذا الكيان كل وقته وأفنى حياته للحفاظ عليه متماسكاً قوياً أمام الفتن والمعضلات وتوارث الحفاظ عليه أبنائه الأبرار رحمهم الله جميعاً وأطال في عمر من بقي منهم.
أصبحنا نرى اليوم اختلاف بعض الناس على سياستهم فمنهم من أصبح لاتعجبه خطوات الإصلاح السياسي والتطوير التي توارثوها من عهد المؤسس رحمه الله وهناك من لايعجبه التزام القادة حفظهم الله بالنهج القويم على الكتاب والسنة فتجدهم حانقين على مسائل لا خلاف فيها من هذه الدولة تحكم بالكتاب والسنة وأنها دولة إسلامية فتسمع صوت ينعق بالليبرالية وأخر يريدها علمانية والأخر يريد أن يجعل منها قاعدة حربية لإبادة أبناء الديانات الأخرى وكل من يخالفه في المنهج متجاهلين ما ورثناه من نبي الأمة من التعايش التآخي ومن أداء حقوق المعاهدين وأهل الذمة وحقوق الجوار. والآخرين متجاهلين أن مصدر التشريع والقانون العام للحياة هو النهج الإسلامي النبوي ..
فتستغرب من يصرخ في عقول قد خيم فيها الظلام وفي ثقافة السراديب المظلمة مطالباً بقتل المعاهدين ويبيح دمهم ويهدر دم رجال الأمن المسلمين ويتهم الحكام بالظلم وانه لابيعه لهم وامور يضحك منها الطفل فما بالك بمن عقل وفهم . والعجيب منهم أنهم يحرفون النصوص ويرون الغريب المستنكر حتى يقتلون الآمنين والأطفال والمعاهدين وأبناء هذا الوطن والأعجب من ذلك ضربهم لاقتصاد بلادهم بدعوى جلب القوى الغربية إلى البلاد لكي يقتلوهم . ؟ آما إن أصحاب العقول في راحة ؟
وفي الجانب الأخر أبواق مأجورة جعلت من نصوصها الرواية الغربية لا يعجبها حجاب ويطلبون من النساء اتخاذ الأصحاب يريدون الخلوة والاختلاط يريدون الدين محصوراً في المساجد ولا يتدخل في الحياة والتعليم .
يريدونها على الثقافة الأوروبية أو على الأقل تتشبه بالجوار . وصوت الحق أن تبقى سعودية وسطية إسلامية على السنة النبوية ومنهج من سبقوا إلى السلفية .
مع الإيمان بتعدد الأفكار والآراء وتقبل الأخر وحرية الاعتقاد ولكن لا تنشر الآراء المخالفة لنهج النبوة الطاهر ولا نظهر بمظاهر تخالف الإسلام ونهجه القويم . نفكر فيما يطورنا ويزيد من سمونا ورفعتنا . نطرح افكار تعلي من شأننا وليس أفكار تجرنا لمستنقعات تخبط بها غيرنا.
أن تبقى دولتنا تقيم حدود الله وتحافظ عليها و على هدي الشريعة القاتل يقتل والسارق تقطع يده . لاخمور فيها ولامراقص . الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أساس وجزء لا يتجزءا من الحياة الحجاب وحفظ الأعراض . تعليم الدين في المدارس .احترام الحق العام واحترام المال العام . الولاء والطاعة والسمع لولاة الأمر أساس هذا كله وكلنا يعرف أن البلاد التي تتفاخر بالديمقراطية والحريات تكذب من أولها إلى أخرها . فسجونها ملئ وفي أرضها تنتهك حرمات الإنسان وتهان كرامته . حرياتها محصورة فيمن يؤيدها أما من يعارضها فله الحديد والنار والقمع والاهانة والمعتقلات . أعزنا الله في ارض تحترم حقوق مواطنيها . فلم نسمع يوماً بمظاهرات تحشد لتأييد الدولة أو تصرخ بـ عاش فلان أو سقط فلان دولة تحترم عقول أبنائها وتحترم إنسانيتهم .
فبعض الدول التي تتفاخر بالحريات تسمح بالمظاهرات وحرية التعبير تصمت الدولة عن من يؤيدها وتزخر المسيرات بالأعلام والشعارات وحين يظهر شعار واحد يعارض سياسة الدولة تظهره معه أنواع الاضطهاد والقمع والاهانات العصي والغاز الحارق وصوت الطلقات فأين الحريات وحقوق المظاهرات . حكومات تضحك على عقول مواطنيها وتعيشهم في وهم الحريات المزعومة مخابراتها تتابع الذاهبين إلى المساجد وتترك مجالس الخمور والمخدرات والرقص والسفور . عجباً لمن يحتقرون حياتنا الإسلامية وكرامتنا السعودية بينما ينسون مافي مجتمعاتهم من ويل وثبور وأطفال شوارع ومراقص وخمارات وأمور يبكي منها عقلائهم ويستنكرها أصحاب الألباب منهم
أخيراً لست صاحب مواهب فكرية ولم اطرق بحور الفكر والأدب كلمات تحكي ما اشعر به واراه فأخرجتها بقلمي لا اطلب بها مجداً ولا شهره.
تعليقات